الأربعاء، 20 يناير 2010

وللحديث بقية

العطاء بين الرجل والمرأة هو اكسير الحياة. ولكن كيف يكون العطاء وكل منهم يتربص بالاخر!!!. نعم يتربص: يبدو هذا اللفظ قاسيا بعض الشىء ولكنه واقع، واليكم مشهد من المشاهد المتكررة من حولنا:
شاب وفتاة يعجب كل منهما بالاخر أو شاب تعجبه فتاة ويتقرب اليها ثم يشرح لها ظروفه "أيا كانت هذه الظروف" ويعرض عليها الارتباط والزواج. عادة ما تنقل الفتاة الى الشاب احساسها بأنه فاجأها بطلبه هذا!!!! على الرغم من أنه غالبا ما تبادله الاعجاب أو تبدأ به. المهم يذهب الفتى وأهله للقاءأسرتها وطلبها للزواج وهنا تنطلق الصفارة لبدءالمباراة نعم مباراة يستعرض فيها الطرفين كل فنون اللعب كى يفوز بأفضل العروض فبعد أن شرح الفتى لفتتاته ظروفه وتوقع الترحيب وتخطى الصعوبات يجد جميع العراقيل المادية أمامه بدءا من الشبكة ومرورا بالشقة والقائمة والمؤخر وتكاليف الحفلات و... وكأنه لم يشرح شيئا وكأنها كانت تسد أذنيها أو كان أهلها مسدودى الاذن.
الوضع بالنسبة للفتاة ليس أفضل حالا، فعندما يعجب بها الشاب ويقرر الذهاب وأهله لطلبها للزواج، يحاول الاهل المتاجرة بابنهم!!!! نعم المتاجرة: فهم يعرضونه على أنه سلعة هو الاخر مؤهله كذا وعربته نوعها كذا ودخله كذا وطبعا كما تعرفون يا أصدقائى فى زمننا هذا كل هؤلاء الكذا والكذا ليس للعريس فضل فيهم بل لعائلته التى وفرت للسلعة أى العريس هذا الغلاف القيم اما بسبب سفر الاب للخليج أو ارث أو ما شابه. هذا ليس عيبا بالطبع ولكن ما يفهمه الناس عن المقومات المادية هو العيب بعينه.
والنتيجة كانت ضياع المشاعر والفكر والهوية المجتمعية والنتيجة أن كثير من الشباب "خدوها من قصيرها" فهو لن يعذب نفسه بالاعجاب والاقتناع بشخصية فتاة قد يرفضها اهله لفرق مادى وهى لن ترهق مشاعرها بالارتباط بشاب طموح قد لا يرقى مستواه المادى الى تلبية ما يطلبه مجتمعها من ثمن لشراء هذه السلعة "العروس".
قال لى صديق أنه لن يحاول الارتباط بأحد مهما كن مقنعا لانه يعرف أن أهله لن يوافقون الا على من يختارونها هم. وصدمت وسألت لماذ يا صديقى؟ فقال لى لانهم عملوا كل شىء: اشتروا الشقة وشطبونها واشتروا له العربةوسيدفعون المهر والشبكة ويتفقون على كل شىء... ودهشت وكان ردى الذى أقنع به تماما: من لا يملك قوته لا يملك حريته. وقال لى صديقى: بس أكيد هيختاروا لى حد كويس ولم أجد تعليق مناسبا.
أما الفتاة فمشكلتها أكبر وأعقد: تتعلم وتعمل وتتفاعل مع الحياة وعندما تأتى اللحظة الحاسمة وهى لحظة الارتباط تنسى كل هذا وترتد للوراء وتنسى ما تنادى به من شعارات لا تعرف معناها: المساواة والمشاركة والا حتواء وووو...
وتجدها تبحث وتنقب عن المادة وتغلف مطلبها بلفظ شيك: "اريد عريس ابن ناس"
وأنا أتسائل من هو ابن الناس ومن هى بنت الناس؟ فى العرف السائد الان هو الغنى والغنية. أما فى عرفى أناالغنى هو الشخصية الراقية التى تعرف كيف تفكر وماذا تخطط لمستقبلها وكيف تحلل الامور وكيف تتخذ القرار وما أكثر القرارات فى المشوار الذى يقبل عليه شخصان يعيشان معا. هو الشخص المسلح بالعلم والعمل والطموح. أما الغنية فهى الفتاة الممتلئة روحها بالمبادىء و الممتلىء عقلها بالطموح والاحساس بالمسؤلية والمشاركة فى الحياة.
فيا أيها الشباب لا تكونوا دمى يحرككم الاخرون. كونوا انفسكم ولا تقبلوا أن تباعوا بأبخث الاثمان: شبكة تدمى المعصم أو سجن اسمه شقةبل اعملوا واعملوا وحرروا أنفسكم وصدقونى ساعتها سيفتخر بكل منكما من كان فى الماضى لا يعرف قدرقكما. فالزواج وسيلة تعيننا على الحياة وليست غاية ننهى بها الحياة

هناك 19 تعليقًا:

غير معرف يقول...

بارك الله بكِ وفيكِ
أسعدني طرحك وأتمنى يدوم التواصل والمعرفة إن شاء الله

Tears يقول...

كلامك رائع جدا و اتفق معكى

القضية ان يجدوا توافق بينهم على المستوى الفكرى و الروحى و الاخلاقى و بعد كده كله يهون مادام العلاقة مبنية على العقل و الحب

شكرا على تدوينتك المعبرة الصادقة

sabry abo-omar يقول...

نوووووووسة: موضوع شيق وجميل وأسلوب رقيق وسهل وممتع.. الأهم كمان وجهة نظرك القيمة .. أتمنى أن أرى كل البنات مقتنعين بفكرك ويعملون به .

أميرة الأحلام يقول...

موضوعك جميل جدا
وانا متفقه معك فيما تقولينه
بس فيه ناس كتير مابتكونش الماده مهمه عندهم زى ما بيكون الشخص نفسه بتفكيره واخلاقه وممكن كمان لووجدت الفتاه الشخص المناسب فكريا واخلاقيا لها انها تساعده ماديا
تحياتى لكى ولموضوعك الرائع ده

nouusaelmasria يقول...

عزيزى أحمد أشكرك على المتابعة والتشجيع ودائما نتواصل ان شاء الله

nouusaelmasria يقول...

الشجاعة Tears
أشكرك على زيارة مدونتى وفعلا أهم ركيزة هى الاخلاق التى أظنها تاهت بعض الشىء فى زماننا هذا. والى لقاء...

nouusaelmasria يقول...

أما أنت يا ابو عمر
فلك أن تعرف أن كلامى تخطى كونه وجهة نظر االى كونه عقيدة. نعم هذه هى عقيدتى وانا مثلك اتمنى ان تعم وتسود. شكرا لك

nouusaelmasria يقول...

تحياتى انا لكى وشكرا على الزيارة الاولى للمدونة والاهتمام بكلامى وربنا يوفقك ان شاء الله

nouusaelmasria يقول...

أميرة الاحلام: الكلام السابق لكى يا عزيزتى.

غير معرف يقول...

كلام جميل جدا وفوق الممتاز ولكى جزيل الشكر على طرح الموضوع
ولكن دعونا نفكر فى الحلول ومن أين نبدأ
هل البداية تكون مع الأطفال بنات وأولاد بأن نربيهم على عمق التفكير وعدم السطحية فى الأختيار والقدرة على أختيار المناسب مهما قل أو كثر0 أم أننا سنغير هذا عندما يكبرون وننصحهم بأختيار الأكثر مميزات حتى ولو كان غير مناسب؟ (وأهو كلو جواز)
أم نبدأ بالرجل والمرأة المتعلمين الذين وصلوا لأعلى مراحل التعليم ومن المفترض أنهم مثقفين ولكنهم يضربون بالتعليم والثقافة والمبادئ عرض الحائط عندما يخيرون بين الأنسب والأكثر مميزات؟
أم نبدأ بالذين لم يكن لهم نصيب من التعليم والثقافة الا القليل ويعتبرون ان الرجل سلطة مطلقة وامرأة ما عليها الا السمع والطاعة؟
أم نبدأ بمن لا يعجبهم مكانهم؟
فكل من الرجل والمرأة يحب أن يأخذ مكان الأخر
عفوا ان كنت أطلت ولكن هذه الأمثلة ليست حصرا لكل الأسباب ولابد أن نضع ايدينا على الأسباب ومن أين نبدأثم نبدأ فى وضع الحلول

nouusaelmasria يقول...

الى من كتب لى تعليقا قيما ولم يكتب اسمه شكرا جزيلا لك على مرورك بمدونتى والتعليق ايضا.
اولا انك لم تطل بالمرة، على العكس اعجبنى كلامك وكنت اود ان يكون اكثر من هذا ولكن دعنى القول لك انها مسألة (البيضة أم الفرخة) معك حق من أين نبدأ وأقول لك من الاطفال بنت او ولد ولكن سوف نواجه مشكلة: فمن يربيهم ؟؟ وهنا نقول اذن نبدأبالكبار وعلى هذا فهى حلقة مفرغة يجب ان نهب جميعا لنعما على ترقيتهاوانا شخصيا اود لو نربى الطفلة على ان تكون ام المستقبل فهى الحياة وهى التى تربى البنت والولدويا ريت تكتب لى اسمك فى المرة القادمة

Tears يقول...

عذرا عن استخدامى التعليقات لكتابه تنويه و لكن هناك مدون مصري يساعد اخر خليجى للاحتيال و قد وضعت تحديث بكافة التفاصيل على مدونتى حتى يحترس الجميع فبرجاء زيارة الرابط اسفل
http://tears-demo3.blogspot.com/2010/01/blog-post_20.html

شكرا و اعتذر عن الازعاج

nouusaelmasria يقول...

Tears, لا يوجد ازعاج اطلاقا وشكرا على التوضيح
الى اللقاء

mhmdwahab يقول...

السلام عليكم
للاسف و نظرا للحرمان الذى عانى منة الشعب المصرى ابان الحكم اليسارى فى فترة عبد الناصر والتعتيم العلمى و الثقافى عن الخارج و مع الانفتاح فى عهد الريئس السادات تهافت الناس على شراء اى شىء لة قيمة او لا قيمة و مع تذكر ايام الباس ايام عبد الناصر مثل الوقوف فى طوبير المجمعات الاستهلاكية من اجل فرخة مجمدة او حتة لحمة كلها دهن او كيس سكر اصبح الناس تطوق الى الافضل والافضل فى نظرها هم اصحاب المال الغنى يكسب ولذلك تجدى ان اول شىء يسالون علية هو العريس مرتبة كام وعندة اية وعندهم املاك اية لم يعد الاخلاق او الشرف هى المعيار لانها ببساطة لان تغنى من جوع كذلك التحرر و خروج المراءة للعمل وانا لا اعارض ذلك ولكنة اصبح هناك الان مقارنة بمعنى الزواج كان زمان عائلى ولة شكل واحد متعارف علية هو عمل اسرة زوج و زوجة و اولاد اما الان مع الاختلاط فالرجل يرى انسانة حلوة واخرى لا وانسانة لونة واخرى لا وحدة جذابة واخرى لا و كذلك المراءة فهى فى الماضى لم تكن تقارن بين الرجل و اخر عريس متقدم اخلاق موظف على بركة الله مثل زواج اهلنا جميعا اما الان فهى تتعامل مع زملاء التعليم والعمل فهذا طويل و هذا قصير هذا دمة خفيف و هذا ثقيل دة روش و دة مدهول فى نفسة دة جذاب ودة مش عارف اية دة غير اشياء اخرى يعرفها الجميع.و مع التحرر و الثقافة الغربية التى دخلت علينا و ضعف التعليم الدينى انتشر الزواج العرفى بين بعض الفئات والكثير تاخر فى سن الزواج خصوصا من المثقفين والمتعلمين لان لهم شروطا معينة فى شريك الحياة وفى شكل ووضع منزل الزوجية اما الفقراء او المعدومين فالانهم عيشين بنفس الاسلوب القديم فى الزواج فهم يتزوجون حتى لو بواب يتزوج وينجب فى غرفة تحت السلم ضربين عرض الاحائط بالظروف والامكانيات والشروط والطلبات التى يضعها الفئات المثقفة للزواج.اما المثقفين فلا نستطيع ان نكون مثل الغرب المنحل ولا نريد ان نكون مثل اهلنا الزواج من اجل عمل بيت واسرة ولا يهم ان كان الزوج اذكى رجل فى العالم او الزوجة اجمل الجميلات ولذلك اكثر المضربين عن الزواج من المثقفين من الطبقات المتوسطة من من لهم شروط وطلبات معينة لاتمام الزواج
اعتزر على الاطالة

nouusaelmasria يقول...

أستاذ محمد،
لم تطل على الاطلاق، بالعكس أسعدنى تعليقك هنا ولكنك "قلبت علينا المواجع" يااااه هو فعلا الوضع هكذا.....
أكثر من نال منهم هذا الوضع هم المثقفين المحترمين الذين كما قلت يضربون عن الزواج هذه الايام وهذا ما يخيفنى لان تبعاته سوف تظهر فى خلال اعوام عندما تتفاقم المور ونجدنا مجتمع غربى فى نوعية العلاقات النسانية فلن نجد الاسرة التى هى الركيزة الاساسية لاى مجتمع ناجح والملفت للنظر انه فى الوقت الذى بدأ الغرب يتنبه لاهمية الاسرة ننجرف نحن فى تيار القضاء على الاسرة،وأكيد للحديث بقية لان كل نقطة اثيرت تستحق موضوع كامل

mhmdwahab يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
mhmdwahab يقول...

السلام عليكم
نعم لقد طرحتى نقطة ذكرتنى بمؤتمر السكان والذى انعقد فى مصر منذ تقريبا 10عام او اكثر و الذى نال معارضة كبيرة فى مصر فى ذلك الوقت نظرا لما يطالب من توصيات بان يتم رفع سن الزواج و اباحة العلاقات الجنسية خارج اطار الزواج والاسرة واباحة الاجهاض لمن تحمل بعلاقة غير شرعية ايضا السماح باقامة علاقة بين مثالى الجنس اى رجل ورجل وامراءة وامراءةوهذا ما اصبحنا نسمع عنة الان.انظرى الى الوضع الان بالرغم من عدم اعلان الحكومة المصرية موافقتها على هذة التوصيات الا ان كل القرارات اصبحت فى صالح تلك التوصيات حيث انتشر الزواج العرفى والعلاقات المحرمة خارج نطاق الزواج و رفع سن الزواج.وانتشرت المنظمات التى تنشر الافكار الغربية الاباحية تحت ستار العلمانية وهى فى الواقع تهدف الى هدم قيمنا وعاداتنا الاصيلة بل والعجيب عند انشاء مشروع مبارك للاسكان الشباب قاموا بوضع شرط عجيب للحصول على وحدة سكانية وهى ان يكون الشاب المتقدم للحصول على شقة لازم ان يكون متزوج ويعول!!!!!!!!!
هل هذا معقول من تزوج وانجب يحصل على شقة ومن لا يستطيع الزواج ليس من حقة الحصول على شقة كانت من نتيجة ذلك ان معظم هذة الوحدات حصل عليها الغير مستحقين لها وتم تسقيعها وبيعها بعذ ذلك استثمار

26/1/10 12:11 ص

nouusaelmasria يقول...

الاخ العزيز محمد، ذكرك كلامى عن ضياع الاسرة بمؤتمر السكان، نعم معك حق وكان ذلك فى شهر سبتمبر 1994 ونوقشت من خلاله قضايا كثيرة كلها متعلقة بالمجتمع وكان هناك ايضا صوت للمنظمات غير الحكومية التى تركز معظم نشاطها على women empowerement وتعلم يا عزيزى ان عظم الانشطة تجىء على هوى الجهات المانحة من الهيئات الدولية. لم توافق مصر على اى بنود تتنافى مع معتقداتناولكن ظلت الجهات المانحة تعمل مع الجهات الممنوحة للنهوض بوضع الفتاة وسمعنا بعدهت عن كتابات مثل المراة المنقوصة وقهر الاناث وهكذا وتمكين المراة ايضا مع انى ارى ان المراة مكنها الله من فوق سبع سماوات ولا تنتظر رخصة لكى تحصل على هذا الحق ولكن ما العما فى ال hidden agendas لمن يعملون فى هذه المجالات ويا ليتنا راينا اى تطوير فى وضع المراة انه سىء فاسواء وعلينانحن الشباب دورا هاما هو ان نكون قدوة اينما مررنا والى لقاء

Dr.Enas يقول...

حلامك جميل جدا بلا شك ,لكنه مثالي بعض الشيء فانا لا اتفق مع الاراء والكلام المنسق دون حلول واضحة,لست مادية ولا ابحث عن الشاب الغني الوسيم الذي يملك سيارة بثمان ابواب!! ولا شقة في افخر المناطقّ!! لكني املك عقلا كي افكر في مستقبلي جيدا,لما اتزوج من كان بلا بداية؟؟؟ فمن يقبل على الزاوج لابد وقد اتم السن الذي يسمح له بتحمل السؤليه
ربما تنعتني بالطماعة او المتعجرفة,لكني ارتبطت منذ سنة تقريبا بعلاقة خطبة من شاب لا يملك واهله الا القليل لعيش فقط مع اني من اسرة مقتدرة والحمدلله ولكن اساسياته وعلمه وحسن تصرفه في كثير من الاحيان اثبتا لي انه على قدر عال من الثقة المطلقة التي تسمح لي بالمغامرة والارتباط,لكن ان لم يكن ذا اساس مبني وطموح واضح فمن الصعب الاقدام على شيء مصيري في الحياة,فالزواج له متطلباته ولا بد لهذه المتطلبات ان تبدا منه ولو بالقليل القليل فلا اعتبر هذه سلعة للرجل بالعكس انه كقربان يقدمه لحبيبته كي ينال اخلاصها وولائها التام بعد ذلك حتى تساعده و تقف الى جابه ولا اقصد بهذا القربان الممتلكات و الاموال والسيارة انما هو ما يكفي للتعبير عن المسؤوليه والنضج