الخميس، 18 فبراير 2010

حاجة تجنن!!!!

من المفترض أننا نحيا فى مجتمع شرقى يقال عنه أنه ملتزم ونسمع هذه الكلمة يوميا فى كل مكان واذا تحدثنا عن التزام المظهر والسلوك، فحدث ولا حرج: اليكم رحلتى المضنية فى البحث عن فستان ارتديه فى مناسبة سعيدة لزميل لى فى العمل. توقعت أن أجده بسهولة: فستان رقيق، وقور، أنيق...
واكتشفت أنى واهمة: ذهبت الى كل الأماكن التى يمكن أن أعثر فيها على ضالتى دون جدوى....
وفى كل مرة كانت اجابة البائعة واحدة: آسفة يا أفندم،، كل الفساتين توب، أو بريتيل، أو... أو....
وفى كل مرة كنت أدقق فى طلبى: أريد فستان على الأقل بأكمام ويجيئنى الرد فى كل مرة مستفزا: ده هيبقى تحفة يافندم وحضرتك تكمليه ب بادى.... أو تحطى عليه شال : طب ماهو البادى زى قلته والشال هيتزحلق يبقى عملنا ايه ليه نضحك على نفسنا؟
وبدأ اليأس يتسلل الى نفسى وفشلت فى النهاية فى الحصول على ما أريد وارتاحت نفسى الى وضع بعض اللمسات البسيطة من الاكسسوارعلى الملابس العادية...لأننى ببساطة لن أحى الفرح!!!
وذهبت الى الفرح ووجدت هناك كل الفساتين التى ترفعت عن ارتدائها والمثير للدهشة والمستفز أيضا أن كل من ارتدينها كن ملتزمات!!!!!
فالفستان عارى الظهر أو الأكتاف أو الصدر أو ضيق للغاية ومافيش مشكلة : طالما البادى موجود....وغطاء الرأس على كل لون موجود:اشى سبانيش وخليجى وربطة سهير رمزى وغيره وغيره...
المهم أننى لم أميز أى من الفتيات فكلهن نسخة واحدة بلا هوية ولا شخصية يعكسها الرداء
ويستمر مسلسل الاستفزاز عندما قامت معظم الفتيات لترقص وتتمايل على أصوات الرقع الصاخبة : هذه هى موسيقى الافراح!!
وأهم شىء: لا يجب أن ننسى أنهن ملتزمات: تسارع الواحدة الى ضبط غطاء الرأس اذا تحرك ميلمترا واحدا ، هذا ناهيك عن ما قامت به العروس من تابلوهات راقصة وبرضه كانت العروس ملتزمة...
والله أنا لست عنصرية ولكنى أعترف أن عندى صفة سيئة وهى التحليل المستمر للأمور:
فأتسائل ما هى الحكمة من الملبس؟
فى ظنى أنا: ستر الجسد والظهور فى المجتمع بمظهر لائق متعارف عليه طبقا لضوابط هذا المجتمع بحيث لا يعرض صاحبه لأى مضايقات، واذا أردنا أن ننشد الكمال اذن يكون الملبس أنيق ورقيق وبسيط وهيهات أن نرى هذا اليوم فى الشارع المصرى
وفكرت كثيرا لماذا مظهر الأولاد أفضل نسبيا من البنات؟؟
وخلصت الى النتيجة الاتية: البنات تضع طبقات كثيرة من قطع الملابس التى لا معنى لها وان دلت على شىء تدل على القبح والسطحية والجهل..
قادتنى الصدفة ذات يوم الى فترينة كبيرة داخل محل شهيرللمحجبات ولم أفهم ما بداخلها من قطع قماش ودفعنى فضولى لسؤال البائعة:
-من فضلك يا مادموازيل، هو ايه ده؟
-دى رقبة، حضرتك 
-يعنى ايه؟
-علشان ندارى بيها الرقبة لو اللبس مفتوح قوى
-طيب ودى؟
-دى ذراع
-الله،، ليه؟
-علشان لو اللبس بأكمام قصيرة نزودها
-طيب والجيب الميكرو دى بتعمل ايه فى محل محجبات؟
-دى علشان تتلبس فوق ال
legging أو stretch
وهكذا يصروون على استفزازى
وهكذا أصبح الالتزام مختزل فى كل ما يوضع فوق الرأس دون النظر الى ما دون الرأس والذى هو فى رأى فى مجتمعنا أهم بكثير من الرأس
هذا ناهيك عن الجمل والصور التى تتصدر الملابس ويرتديها الشباب من الجنسين دون وعى وتفكير فيما يمكن أن تعنيه هذه الكلمات أو لماذا يلبسون مثل هذه الصور...
والأمثلة كثيرة: بنطلونات وتيشرتات مكتوب عليها وفى أماكن غريبة : Kiss أو Love أو Don't follow me  وهكذا
أو عندما يلبس الشباب ملابس عليها أعلام بلاد أخرى: هل هو مقتنع بهذا البلد ام معجب به .. لا أعرف، بجد لا أعرف
  فعلا حاجة تجنن!!! نتكلم عن الالتزام والكل يزايد بطريقته على الالتزام وعندما ننظر فى المحلات لا نجد ذرة التزام وما حدش زعلان ماهى الكمالات موجودة: البادى واللجينج والاسترتش والطبقات المتعددة...
والاسم ملتزمة.......


هناك 9 تعليقات:

sabry abo-omar يقول...

نووسة المصرية: كلامك معبر عن فكرك وعن رغبتك فى التميز وطبعا أنا معكى فيما تقولى وتنتقدى ولكن أوضح فقط ان اللبس اليوم ليس إلتزاما او غيره وانما مجرد تقاليد اصبح متعارف عليها فى زماننا هذا..

غير معرف يقول...

السلام عليكم
لا فُض فوك يا دكتور

mhmdwahab يقول...

السلام عليكم
ايناس لا تظلمى الناس فهم معرضون الى حملات اعلانية و تروجية استهلاكية رهيبة
نعم يوجد اختلافات كبيرة فى طريقى الملبس نقدر نقول انها خلطبيطة هذا لاننا شعب ممزوج عرقيا و فكريا بشكل عجيب
اولا مرت على مصر منذ الملكية الكثير من التطبيقات للاسف لا تمت بصلة الى الغلبية العظمى من الشعب المصرى
اولا اليسار المصرى عندما حكم فى عهد عبد الناصر حول شكل مصر تماما و هذا يظهر حتى فى الافلام السينمائية افلام ما قبل الثورة كانت تظهر البراءة المصرية و الالتزام و التدين المعتدل افلام يوسف و هبى الافوكتو مديحة المصرى افندى لحسين صدقى حتى افلام انور وجدى و ليلى على الرغم من ظهور عدد ضخم من الرقصات الا انهم للحقيقة لم ارة اثارة غراءز او مشاهد جنسية كالتى نراها الان.افلام ما بعد الثورة كارثة حقيقة لانها لا تظهر و لا تقدم او تعبر عن الشعب المصرى باى حال من الاحوال.بسبب ان معظمها كانت منقولة من اعمال عالمية و خصوصا من الثقافة الروسية و لذلك دائما ما نجد على سبيل المثال كما قال الفنان عزت العلايلى فى احدى اللقات التلفزيونية ان الاعمال الفنية كانت تظهر ان فى كل منزل خمارة بار عندما يصل صاحب المنزل يدخل على البار مباشرة ثم سال و هل هذا حقيقيى بالطبع لا ايضا تظهر هذة الافلام البيت المصرى بشكل سيىء جدا الام تدير المنزل بالقمار و الاب مهاود و ليس لة كلمة فى البيت.الابناء كل واحد مع نفسة طبعا مع الانحلال فى اللبس و الازياء فى هذة الفترة وهذا بسب الفكر اليسارى ولذلك كثيرا من اليسارين الا ن يتكلمون عن هذة الفترة ان النساء كانو عاريا و غير محجبين و كان دة مقبول.غافلين ان هذا كان فى الافلام و حفلات ام كلثوم فقط التى كان يحضرها حبايب و مؤيدى اليسار اما غلبية الشعب المصرى فكان فى وادى بعيدا تماما عن هولاء بل اذهب الى اكثر من ذلك واقول ان الفتيات لم يكن لهم ظهور كبير فى الشارع و لم تكن الفتيات يعملن فى كل وشتىء المجالات مثل الان ولذلك لم تكن هناك اثارة او ما يلفت الانظار.ثم بعد ذلك دخلنا فى فترة المد الدينى و انحصار الفكر اليسارى فتغير شكلنا تماما فى عهد الرئيس السادات الله يرحمة.ثم فى عهد الرئيس مبارك تغير الوضع ايضا مع ضعف التعليم الدينى و التعليم بشكل عام و اطلاق العنان للتيار العلمانى و اليسارى بشكل كبير خصوصا للاسف بعد العمليات الارهابية.خافلين ان من يقوم بهذة العمليات ابعد ما يكون عن الدين و التدين.بهذا اصبحنا خليط عجيب فى الفكر والثقافة.بل اذهب الى اكثر من ذلك واقول ان الشخص الواحد سوف منقسم وبة شروخ حتة يسارية على علمانية على دينية و هى لها الغلبة فى الاخر و الدليل ان معظم الفتيات يلتزمن بعد الزواج فلا تجديهن فى لبس الجينز او غيرة فهن اما منقابات او محجبات و جزء حشمة مع ايشارب او من غير.لا تقسى على الشباب فهو معرض لحملة رهيبة مع الجهل الدينى و لكنها مرحلة و الجميع يعود بعد سن 25 الى اللتزام ايضا لا تغضبى بما يفعلون فى الافراح و الحفلات فهى ايضا لا تدل على ما فى الداخل و تبقى فرصة للتعرف على عريس يعنى لازم ترقص و تهيص كمان عايزة تقول للولد اللى جاى من الخليج و معاة قرشين حلوين انا هنا يا ابن الحلال.هونى على نفسك

Tamer Nabil Moussa يقول...

اغلبية الاملابس دى والتصميم كلة غربى واللى وراة كلنا عارفين مين

وعندنا لااسف البنات الغالبية بتمشى وراء الموضة دون النظر الى اى حاجة تانية

وانتى روحتى محل محجبات وجدتى حاجات المفروض مش تكون موجودة بس هو دة اللخبطة وعدم النظام

مع خالص تحياتى

nouusaelmasria يقول...

د/صبرى،، أنت قلتها بنفسك لا التزام ولا حاجة ولكن تقاليد، وانا هأختلف فى نقطة تقاليد دى لأنى دائما أعتبر التقاليد مرتبطة بالقيود وما نرى أبعد ما يكون عن القيود، ولكن تقدر تقول تسطيح للعقول،،
وشكرا

nouusaelmasria يقول...

عزيزى أحمد،،وصلنى شعورك وتضامنك معى فى ما أكتب عبر الكلمات القليلة التى كتبتها،، شكرا

nouusaelmasria يقول...

صديقى محمد،،
تحليل جميل وعميق أشكرك على قضاء وقتك فى الاهتمام بكتابتهوأوافقك على ما كتبت عن قبل وبعد الثورة، بس بأعتب عليك: أنا برضه ظالمة وقاسية؟ لأ والله،، بس نفسى كل واحد يكون عنده شخصية وشجاعة وعمق تفكير بمعنى أن المظهر يعكس الداخل ولو بنسبة بسيطة،، لكن أن يكون الظاهر فى وادى والداخل فى وادى تانى، أظن دى علامة غير صحية!!!
كمان عايزة أسالك : انت بتتكلم جد فى نهاية التعليق واللا بتنقض لما قلت ان البنت لازم تعمل كده فى الأفراح علشان تشاور لأبن الحلا، طب وده يصح برضه؟ هو ابن الحلا ما بيجيش غير على الرقص واللا ايه؟؟؟!!!
بجد ميرسى يا محمد

nouusaelmasria يقول...

أستاذ تامر،،
ميرسى على مرورك دائما والتعليق الطيب،، وعندك حق طبعا احنا فى فوضى: اشمعنى هيبقى فى نظام فى الموضوع ده؟؟
تحياتى

mhmdwahab يقول...

السلام عليكم
انا لم اقصد اقول انك ظالمة بالمعنى الحرفى يا ايناس اقصد انهم فى مرحلة الشباب بتبقى الامور ملخبطة عليهم شوية
كمان دة مش راى لما قولت انهم لازم يرقصو علشان يتجوزو معقول انتى فهمتى ان دة راى
انا بقول اللى بسمعة من الناس ان الفتيات بتروح الافراح و الحفلات علشان علشان مقابلة النصف الاخر فى بتحب تكون ملتزمة و فى بتحب تظهر على انها لونة و بالبلدى مدردحة صدقينى كلهم بعد الجواز بيتغيرو الونة بتبقى ملتزمة جدا