الأحد، 14 مارس 2010

الى من علمتنى الحياة

ويمر عام وابعث اليكى يا امى بنفس الكلمات فى عيدك وكل سنة وانتى طيبة

الى من علمتنى الحياة:
 ما زالت ترن فى أذنى كلماتك القليلة العدد الكبيرة المعنى: بابا شايفنا عايزين نعمل كل حاجة حلوة وما نعملش حاجة غلط علشان يكون مبسوط مننا وهو عند ربنا
نعم عشنا بهذه الكلمات منذ الطفولة... قلتيها وكنتى متماسكة طوال المشوار ولم نعى يا ماما معنى و مدى العناء  الذى تحملتيه بعد رحيل رفيق المشوار،، ببساطة كنا أطفال وكنتى انتى الملجأ والملاذ و أنتى بلا ملاذ، وحدك يا أمى فى مواجهة صعاب الحياة توجهين وتنشئين وتربين أطفالا على تقوى الله سبحانه وتعالى و على القيم المثلى وحسن الخلق...
تخوننى الكلمات وتهرب فى أعماقى فأعجز وتعجز كل حواسى عن التعبير عن ما بداخلى من مشاعر تجاهك ولكن بكل بساطة سأقول لكى : انتى ربيتينا بالحب : فكان الأداة الأكيدة للوصول لبر الامان.
لم تمسكى بعصاة ولم ينطق لسانك سوى كل جميل، وهكذا نشأنا يا أمى نحب بعض ولم يكن ينقصنا سوى الغائب الذى لم يغب فهو يرانا كما قلتى ونحن نهديه ونهديكى كل فعل لنا فى هذه الحياة
ننجح ونتفوق فى المدرسة فتقولى: كده بابا هيبقى مبسوط
يشهد لنا الجميع بحسن الخلق وصحوة الضمير فى كل فعل  فتقولى: دلوقتى بابا راضى عنا
أذبتى نفسك فى أطفالك وعشتى لهم وأهديتيهم أجمل هدية: رضاكى يا أمى
ففى كل مرة يهم واحد فينا ليهديكى حبه تفاجئينا يا أمى بهدية أكبر وهى رضاكى انتى علينا والذى لا يمكن أن نحيا بدونه، فلولا دعائك يا أمى لكثرت العقبات فى المشوار.
أعترف أمامك اليوم باعجابى الشديد وانبهارى بقدرتك على تحمل ما لا تتحمله كثير من السيدات....
ومازلتى يا ماما تتحملين وتوجهين وتنصحين وتساعدين فلولاكى ما كنت أنا ولا كانوا اخوتى وما كان هذا الانبهار بنا من كل المحيطين
فكل يوم فى حياتنا يبرهن على عظمة تربيتك لنا: فنحن تحت رعايتك: أسرة بمعنى الكلمة يرعى كل منا شئون الاخرين، نخاف على بعض ونعاون بعض فى كل امور الحياة
علمتينا معنى العائلة ومعنى الاب (الغائب الحاضر الذى لا تكفيه حقه كل كلمات الحب) ومعنى الام، عشتى لنا أب وأم وأخت وصديقة... يحسدوننى عليكى يا ماما وأدعو ربى أن يحفظك وأن يلهمنا الصواب فى البر بك.... فأنتى قصرتى فى شىء واحد يا أمى لم تعلمينا اياه هو كيف نقول لكى شكرا يا ماما!!!! وأطمئنك يا ماما ان بابا أكيد راضى عنا لأنك معنا ولأنك امسكتى بالدفة من بعده، صحيح كان هذا مبكرا ولكن هى ارادة الله سبحانه وتعالى
أتذكر دموعك فى يوم نتيجة الثانوية العامة لكل منا وأنتى تقولين: دلوقتى ارتحت وبابا كمان اكيد مرتاح
أتذكر كلماتك فى أول يوم فى الكلية حيث المجتمع المفتوح المختلط ونحن من  تربينا فى مدارس الراهبات حيث لا اختلاط ، يومها قلتى: ربنا معانا فى كل مكان وبابا شايفنا ،،، وفعلا يا ماما ربنا سبحانه وتعالى معنا فى كل زمان ومكان وتأكدى أن بابا راضى عنا فى كل الأفعال
أهديه وأهديكى كل نجاح لى فى هذه الحياة

واليوم فى عيد ميلادك
اليكى يا ماما  يا من علمتينى العطاء، يا من علمتينى التسامح، يا من علمتينى الحب، يا من علمتينى الحرية،،، يا من علمتينى الحياة... أهديكى حياتى




الاثنين، 8 مارس 2010

8 مارس فى كوبنهاجن

أعود اليوم بالذاكرة 17 عاما للوراء وأخرج من حقيبة الذكريات رحلتى الى الدانمارك للمشاركة فى فعاليات مؤتمر القمة الاجتماعية فى كوبنهاجن Social Summit 1995 وكنت طالبة فى كلية الطب وذهبت الى هناك ضمن وفد يضم أكثر من 40 شخصية تمثل الجمعيات الأهلية فى مصر . وحضرت يوم 8 مارس فى كوبنهاجن وكانت اول مرة اعرف فيها انه يوم عالمى للاحتفال بالمرأة، عقدت الندوات والمنتديات واللقاءات، كانت هناك ايضا مظاهرات تنادى بالمساواة و.... و..... و.....
واهم جملة أظنها خرجت من هذا المؤتمر تتعلق بالمرأة تلخصت فى الاتى:
WOMEN EMPOWERMENT
أو تمكين المرأة.............
تلا ذلك فى مصر نشاط جيد لكثير ممن يعملون فى مجال تنمية المرأة، وبالأخص فى مدن الصعيد،،،
كان لى ومازال  بعض التحفظات على بعض الانشطة: فأتذكر مثلا الانشطة الخاصة بال Gender Equity  فى بعض الجمعيات وكيفية اختزالها فى :هل يقبل الرجل المصرى نشر الغسيل بدلا من المرأة وهل سيؤثر هذا على شكله فى المجتمع؟ كمثال على التمييز وأضحكنى ذلك كثيرا...
واثيرت قضايا عديدة كتسرب الاناث من التعليم و الزواج المبكر وختان الاناث وتنظيم الاسرة وتعدد الزوجات....كلها قضايا ساخنة ولكن كيف تم تناولها هذا هو المهم، رأيى أنها حتى الان لم تؤخذ مأخذ الجد من العمل الاجتماعى فى مصر وفى أغلب الأحوال تتبع أجندات سابقة التجهيز لتطبيقها عندنا فاما أن تفشل أو تزيد الوضع سوءا. أتذكر انه فى أعقاب هذا المؤتمر بعد العودة لمصر تمت دعوتى لحضور مؤتمر عن المرأة كالعادة فى الأسكندرية، وتم تناول قضية تعدد الزوجات فى الاسلام ووسائل تنظيم الاسرة كالتعقيم مثلا
وكان الاتجاه ضد التعدد ومع التعقيم وكان لى رأى مخالف تناولته أثناء الغداء حين جاءت لتجلس بجوارى مديرة المركز الامريكى للانشطة السكانية لتتحدث معى عن اراءى ورؤيتى للامور وتكلمت معها بصراحة وقلت لها ماذا يضيركم فى التعدد عند المسلمين فلستى مسلمة وارى ان فى رخصة التعدد رحمة بالمجتمع فى ظروف معينة وأرى أن التعقيم كوسيلة لتنظيم الاسرة كفر بنعمة الله سبحانه وتعالى......وبعد شهور من هذا اللقاء دعانى نفس المركز لحضور مؤتمر : Voices from young women  فى واشنطن للتحاور والنقاش...
أعود ليوم المرأة العالمى ودعونى أقول لكم أن كفاح المرأة المصرية يستحق أن يحتفل به كل يوم وليس 8 مارس فقط، فهناك مشهد يومى يستحق التسجيل والتقدير :امرأة تكافح من أجل تنمية اسرتها وأطفالها فتجدها تعترك الحياة  فى مجتمعنا حيث الصعوبات والعقبات التى تواجهها فى كل وقت وتقابلها هى بكل تحدى وارادة فى العبور الى بر الامان بألاطفال والأسرة الصغيرة والعائلة الكبيرة.....
ويضاعف التقدير وتزداد التحية حين ترى أم ترعى طفل مريض أو معاق وتواجه به تحديات الحياة حيث لا اهتمام عندنا بهذه الشريحة من الاطفال..أيتها المرأة المصرية لكى منى كل تقدير وكل تحية


هذه المرأة تستحق كل التقدير والاحترام  وبدلا من الاهتمام بتوزيع الادوار : كمن سينشر الغسيل؟؟؟؟ :يجدر بكل العاملين فى مجال الخدمة العامة والعمل الاهلى ان يفكروا ويدققوا فى كيفية النهوض بوضع الأسرة المصرية الثقافى والاجتماعى وان تتخطى الأنشطة عقد موائد مستديرة و مؤتمرات شيك يحضرها سيدات ورجال المجتمع الراقى لسرد توصيات  رنانة فى كلماتها ضئيلة فى تطبيقها، فالمرأة المصرية تستحق الكثير....